أقسام الروايات
أولا: الاخبار المتواترة
نقل
قضية بصور متعددة وبطرق مختلفة يحصل الاطمئنان بعدم كذبها لأنه غير الممكن اتفاق
الجميع على الكذب
و الخبر
المتواتر إما :
1-
متحدة في اللفظ والمعنى وهو التواتر اللفظي كخبر غدير عبارة ( من كنت مولاه فعلى مولاه
)
2-
متحدة في المعنى فقط وهو التواتر المعنوي ومثاله: التواتر على محبة الإمام علي عليه
السلام وشجاعته
و
الحديث المتواتر يأخذ به في تفسير الآية لأنه يفيد العلم .
ثانيا: أخبار الآحاد
التي
لم تصل إلى حد التواتر ، وهي على أقسام:
الأول:
له طريق معتبر ومحفوف بقرائن وشواهد تفيد اليقين بصدوره ؛ ومن القرائن: تعدّد الطرق،
و الموافقة مع العقل و القرآن، والأخبار المتواترة، و الواقع الخارجي. كون المخبر
موسوما بالصدق، وكون السامع خالي الذهن.
وهذا
القسم حجّة في التفسير لأنه يفيد العلم
الثاني:
أخبار الآحاد الضعيفة: وهي غير المتواترة وليس لها سند معتبر، و لا يوجد اطمئنان بصدورها،
وهذا النوع يرِد كثيراً في الروايات التفسيريّة، و هو غير معتبر؛ لأن المبين للروايات
هو ما يعلم بصدوره من النبي صلى الله عليه وآله
ملاحظة:
حاول بعض المفسِّرين، والاستفادة من هذا القسم كشاهد في التفسير، مع وجود ما يدلّ على
صدقها كموافقتها لظواهر القرآن .
مثال:
قال تعالى : (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا) وردت روايات
تفسر هذه الآية ويستفاد منها: وجود الفاكهة في محراب مريم في غير وقتها ؛ حيث كان يدخل
عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف
وقد
أنكر بعض المفسرين ذلك وقال أنها من روايات إسرائيلية لأنه لا طريق إلى إثباتها فلا
هو سبحانه ذكرها ولا رسوله قالها ولم يثبتها تاريخ يعتد به
وقد
رد عليه العلامة في الميزان بأنه هذه الأخبار وأن كانت ضيفة السند إلا أنها غير
مرفوضة عقلا.
ثالثا: أخبار
الآحاد المعتبرة: وهي غير متواترة ولكن لها طريق معتبر، تفيد الظنّ بالصحّة ولا تورث
اليقين. وهي ثلاثة أنواع الصحيحة والحسنة و الموثقة واختلف في حجيتها
هل يجوز التفسير على طبق خبر الواحد أو لا؟
توجد
ثلاثة آراء رئيسة:
الأوّل: حجيّة
خبر الواحد؛ ، إلّا إذا كان مخدوشا من حيث السند أو المضمون .
الثاني: عدم
حجيّة خبر الواحد إلا إذا كان محفوفا بقرائن توجب القطع
الثالث:
التفصيل : إذا كان مفاد الخبر حكماً شرعياً فهو حجة، وفي غير ذلك كالاعتقادات ليس حجة؛ و قد مال المصنف إلى هذا الرأي
الإسرائيليات
كل
قصة أصل روايتها من اليهود تسمى رواية إسرائيلية، فعلى الرغم أن هذا النوع من
الروايات يوجد بكثرة في كتب أهل السنة ولكن كتب الشيعة لا تخلو من ذلك
ويمكن
معرفة الإسرائيليات من خلال دراسة السند باكتشاف الوضاعين أو عن طريق المتن بأبعاد
الروايات المخالفة للقرآن أو الروايات المتوترة أو المسائل القطعية
أشهر من روى الإسرائيليات
أولا: كعب
الأحبار: من كبار أحبار اليهود، كان أبوه كاهناً، أسلم بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه
وآله.
وقد
جعله معاوية مستشارا له، وهو أقدم من أدخل الإسرائيليات إلى الإسلام .
ثانيا:
عبد
الله بن سلام: من أحبار اليهود، أسلم عند مقدم النبيّ صلى الله عليه وآله إلى
المدينة.
أشهر التفاسير الروائية
أولا: مصحف
الإمام علي عليه السلام جمعه على ترتيب النزول وهو أول من ألف في التفسير.
ثانيا: تفسير
القمي لعلي بن إبراهيم الفمي (ت هـ 307)
ثالثا: تفسير
الامام العسكري (ت 254)
رابعا:
تفسير
البرهان للسيد هاشم الحسيني البحراني ( 1107هـ )
خامسا:
جامع
البيان لابن جرير الطبري ( 224-310هـ )
سادسا:
تفسير
ابن كثير (ت 774 هـ )
نموذج: تفسير جامع البيان لابن جرير الطبري
الطبري
أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (224- 310ه) نسبة إلى طبرستان (في شمال إيران) رحل إلى
بغداد واستقرّ بها ونشر علمه
وعلى
الرغم من ذكره للإسرائيليّات في تفسيره، واحتوائه على الروايات الضعاف، إلا انه يُعدّ
من أهمّ المراجع التفسيريّة الجامعة لآراء السلف عند السنّة، ولولاه لربّما ضاعت أكثر
تلكم الآراء.
و منهجه
في التفسير: يذكر الآية ثمّ يشرح مفرداتها اللغوية، أو يذكر أعرابها، وبعد ذلك يتعرّض
لتفسير الآية.
قال
عنه الذهبي: ( فيه تشيّع وموالاة لا تضر ) أي تشيّع من غير مغالاة.ومن الشواهد على
ذلك تفسيره لآية التطهير حيث روى ستّة عشر حديثاً مسنداً مؤكّداً أنّها نزلت في عليّ
وفاطمة والحسن والحسين خاصّة ، وصنّف كتاباً في مجلّدين بشأن حديث الغدير، وله تأليف
آخر بشأن حديث "الطير المشوي" في فضل الإمام عليّ عليه السلام .
راجع: دروس
في المناهج و الاتجاهات التفسيرية للقرآن ( من ص 93 إلى ص 110 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق