درس رقم (1) مناهج واتجاهات تفسير القران

تعاريف
المنهج التفسيري: توضيح معاني القرآن باستخدام الأدوات التفسيرية ( العقل و النقل)
الاتجاه التفسيري: تأثير الاعتقادات الدِّينية، الكلاميّة، والاتجاهات العصريّة وأساليب كتابة التفسير على تفسير المفسر

الفارق بين المناهج والاتجاهات
في المنهج التفسيري: يستخدم المفسِّر لرفع إبهام الآيات احد الأدوات التفسيرية ؛ و هي إما العقل أو النقل أو كليهما؟ فيعتمد في تفسير آيات القرآن على نفس القرآن الكريم، أو على السنّة الشريفة، أو على كليهما، أو غيرهما؟
مثال: يستخدم العلامة الطبطبائي في تفسير الميزان النقل في كشف الآيات القرآنية فيعتمد على الآية لتوضيح الآية
وأمّا في الاتجاهات التفسيريّة: فالمفسِّر يبحث في تفسيره عن اهتماماته بحسب قدرته؛ فيتّجه إلى إيضاح المادّة القرآنية تارة من حيث اللغة، وأُخرى يعتني بآيات الأحكام، وثالثة يصبّ اهتمامه على الجانب التاريخي والقصصي، أو يهتمّ بالأبحاث الأخلاقيّة وغيرها.

نشوء وتطوّر مناهج التفسير
القرن الأول الهجري:
كان الرسول صلى الله عليه وآله يعتمد في تفسير القرآن على نفس القرآن ، فنشأت طريقة تفسير القرآن بالقرآن، و تصدّى أهل البيت عليهم السلام وعدد من الصحابة لتفسير القرآن بالقرآن مع الاستفادة من المنهج الروائي
وقد تورّطت مجموعة بتفسير القرآن طبقاً لميولها ، فنشأ التفسير بالرأي. الذي تصدّ له الرسول صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
القرن الثاني الهجري:
برزت مناهج وأساليب أُخرى بين المسلمين بشكل تدريجي، نتيجة ترجمة آثار وكتب الحضارتين اليونانية والفارسية ونفوذ أفكارهم.
وبسبب ظهور المباحث الكلاميّة والفلسفيّة تكونت الاتجاهات التفسيريّة الكلاميّة ، فكانت كلّ فرقة من فرق المسلمين تفسّر القرآن طبقاً لآرائها.
القرن الثالث والرابع:
بدأت تظهر أساليب جديدة في التفسير على يد العرفاء والمتصوّفة. أدت إلى تطوّر المنهج الإشاري في التفسير.
 و من كتبت بعض التأليفات في التفسير الروائي  مثل : تفسير العيّاشيّ، والقمّيّ، والطبري
كما ظهرت التفاسير الفقهيّة على شكل تفسير آيات الأحكام مثل: أحكام القرآن للجصّاص .
القرن الخامس والسادس:
ظهرت التفاسير الجامعة الاجتهادية مثل: التبيان، ومجمع البيان؛ وذلك بالاستفادة من العقل والاجتهاد ومراعاة جوانب متعدّدة في التفسير
القرن العاشر حتّى الحادي عشر:
لم تزال طريقة التفاسير الجامعة الاجتهادية متداولة وظهرت التفاسير التالية:  الدرّ المنثور، والبرهان، ونور الثقلين  
القرن الأخير:
تطوّرت أساليب ومناهج جديدة في التفسير مثل طريقة التفسير العلمي والاتجاه الاجتماعي

أسباب نشوء الاتجاهات و المناهج
1- ترابط الآيات القرآنية: بحيث أن بعضها يفسر بعض، وهذا أدى إلى ظهور منهج تفسير القرآن بالقرآن
2- الأمر باتباع الرسول في تفسير القرآن: لأنه المبين له وهذا كان سبب في نشوء تفسير القرآن بالروايات
3- معتقد المفسر: حيث لجأت كل فرقة لتصحيح معتقدها إلى القرآن ؛ كما نرى في مسألة الجبر و التفويض و مسألة الشفاعة؛ ومن التفاسير التي اهتمت بذلك: التفسير الكبير للفخر الرازي و تفسير البيضاوي
4- الاعتماد على الآراء الشخصية: طبقا للمصالح الشخصية وهذا كوّن ما يعرف بتفسير الرأي
5- نفوذ الافكار غير الاسلامية: بسبب حركة الترجمة للكتب اليونانية وغيرها و هذا سبب في نمو العلوم التجريبية و العقلية
6- اختلاف المصادر و الادوات:  بعض المفسرين مال الى العقل واتجه إلى المنهج العقلي و البعض اتجه الى النقل واعتمد عليه مثل تفسير نور الثقلين
7- الاتجاهات العصرية للمفسر: الرغبة والحاجة تلجأ المفسر إلى اتخاذ طابع في تفسيره يناسب الاتجاه المعاصر في زمنه كمن يعيش في بلد تكون الحاجة ماسة للمسائل الأخلاقية و التربوية وقد يتجه المفسر إلى الاتجاه الاجتماعي لحل مشاكلها ومن ابرز  التفاسير في ذلك : الأمثل للشيخ ناصر مكار الشيرازي
8- تخصص المفسر: مثل تفسير الكشاف للزمخشري الذي كان تخصصه الأدبي طاغي على هذا التفسير
9- أسلوب الكتابة

تقسيم المناهج التفسيريّة
تنقسم إلى قسمين
أولا: المنهج النقلي
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- التفسير الروائي
ثانيا: المنهج العقلي
1- التفسير العلمي (العلوم التجريبية)
2- التفسير العقلي (الاجتهادي)
3- التفسير الإشاري (العرفان)
4- التفسير بالرأي

المنهج الكامل في التفسير
هو المنهج الّذي يستفيد من جميع هذه الطرق (المناهج المذكورة سابقاً غير التفسير بالرأي، وبعض طرق التفسير الإشاري والعلمي) لكي يتبيّن مقصود الآيات بصورة كاملة من جميع الجوانب.
إنّ التفسير الصحيح والمعتبر هو الّذي يستفيد من جميع هذه المناهج (الخمسة) في مكانها المناسب. وقد لا يكون هناك استخدام لبعض المناهج في بعض الآيات، فمثلاً قد لا توجد رواية في تفسير بعض الآيات أو لا توجد إشارة علميّة (العلوم التجريبية) في بعض الآيات، فإذاً المنهج الكامل المستخدَم في مورد تلك المجموعة من الآيات هو الّذي يمكن أن يستفيد قدر الإمكان، من المناهج المناسبة والمتعدِّدة.

طرق كتابة التفسير
الطريقة الأولى:
قد يكتب التفسير ترتيبيّا؛ أي تفسير القرآن آية آية ، من أوّله إلى آخره، مثل تفسير (الميزان، والأمثل، ومجمع البيان).
أو قد يكون موضوعيّاً فيختار المفسِّر موضوع ويجمع كلّ ما يتعلّق به في جميع الآيات والسور ثمّ يخرج بنتيجة معيّنة مثل (تفسير نفحات القرآن، لآية الله مكارم الشيرازي)
الطريقة الثانية:
وربَما يُكتَب التفسير بصورة مختصرة أو متوسطة أو مفصّلة؛ أي من حيث الحجم والكميّة مثل تفاسير المرحوم الفيض الكاشاني( الأصفى، والمصفّى، والصافي) و التفاسير الثلاثة للمرحوم الطبرسي (جوامع الجامع، ومجمع البيان، والكافي الشافي) فالأوّل مختصر والثاني متوسّط والثالث مفصّل.
الطريقة الثالثة:
ربَما يأتي التفسير على شكل متن وشرح فتكون الآية متناً والتفسير شرحاً للآية، وقد يختلط التفسير بالآيات بصورة مزجيّة مثل: تفسير شُبَّر ونفحات الرحمن للنهاوندي.
الطريقة الرابعة:
وفي بعض الأحيان يكون التفسير شاملاً لجميع آيات القرآن مثل تفسير مجمع البيان للطبرسي، وأُخرى ناقصاً ومُشتملاً على سورة واحدة أو عدد من السور، مثل: تفسير أحكام القرآن للراوندي الّذي يشتمل على الآيات الفقهية فقط وتفسير آلاء الرحمن للبلاغي


راجع: دروس في المناهج و الاتجاهات التفسيرية للقرآن ( من ص 17 الى ص 40 )

هناك 7 تعليقات:

  1. موفقين ان شاء الله تعالى

    ردحذف
  2. هل بالإمكان تسمية الكتابة عن المناهج التفسبرية ب علم مناهج المفسرين ؟ونعني بالكتابة عن المناهج التفسيرية تلك الدراسات التي تناولت المسائل المتعلقة بالمناهج التفسيرية بالوصف والتحليل
    مع شكري وتقديري لك

    ردحذف
  3. أين تضعون تفسير من وحي القرآن..منهجا واتجاها وطريقة

    ردحذف
  4. استخدم الراوندي الاسلوب الموضوعي في اي تفسير من تفاسيره؟

    ردحذف
  5. باب تفسير استخدم الراوندي التفسبر الموضوعي؟

    ردحذف